English Portal الفرعيات مؤتمر الطلاب المستقلين الروابط القطاعات المرتكزات الفكرية
  مكاتب الحزب الفيديو التراث السوداني الصور الأرشيف الرئسية  
 

التعريف بالحزب

 

إن تجربة الحكم الوطني في بلادنا منذ الاستقلال اثبتت فشل النخب الحاكمة وبرامج الاحزاب السياسية التي حكمت السودان طوال عهده منذ الاستقلال وحتى وقتنا الحاضر، وكانت كل تجارب الحكم دون مستوى الطموحات ودون احلام الجماهير التي تطمح لوطن يسع الجميع ويسود فيه السلام والرخاء والكفاية والعدالة والحرية والديمقراطية وكل شروط الوجود الكريم..

وظللنا نتنقل في ما يعرف بالدائرة الشريرة بين ديموقراطية طائفية لا تمثل طموحات الشعب  واستبداد لحكومات عسكرية وحكومات انتقالية قصيرة المدى الزمني، وظلت النخب السياسية مشغولة بالصراع علي الحكم والسيطرة علي أدواته دون الإحاطة بمشكلات الوطن ناهيك عن الرؤية الواضحة والفلسفة القادرة علي لم شتات الأشياء ومعالجة الواقع المرير .

ولأن التجربة السياسية السودانية كانت في مجملها تجربة فاشلة أوردت الوطن مواطن التهلكة (فشل النخب السياسية في إدارة الأزمات) و بالتالي فإن هذه النخب مسئولة تاريخياً  لأنها تعيش على مستوى المتخيل الذهني لا على صعيد الواقع، بغض النظر عما إذا كانت هذه النخب ماركسية أو إسلاموسياسية أو قومية عربية أو غيرها من الجماعات.

ولأن أي مشكلة تفرز حلولها كناتج جدلي كان لابد أن تطرح رؤى أخرى على الساحة السياسية لتمثل المنقذ لازمة البلاد وتعبر عن راي الشعب فتشكل مؤتمر الطلاب المستقلين – في العام 1977م - المعادل الموضوعي لفشل الدولة السودانية في إدارة أزماتها (فشل مشروع الدولة الوطنية و فشل المنظومات السياسية في صياغة برنامج وطني يؤسس لمشروع الدولة الوطنية). فمؤتمر الطلاب المستقلين  كتجربة سياسية نظرت للدولة من مشروعية الاختلاف كحق أصيل من حقوق الإنسان و بالتالي استصحاب فكرة التغيير الاجتماعي كجوهر في تغيير البنية السياسية و من ثم إعادة بناء الدولة السودانية على أسس أكثر موضوعية جوهرها العدل و الحرية و السلام. لأن غاية الدولة النهائية هي صيانة حقوق مواطنيها و تحقيق الرفاه الاجتماعي و الاقتصادي لهم.

لقد مثل مؤتمر الطلاب المستقلين فتحاً جديداً في سماء السياسة السودانية منذ جيل الوثبة في منتصف سبعينات القرن الماضي، حيث استطاع في فترة وجيزة أن يحظى بتأييد قطاعات واسعة من طلاب الجامعات كونه مثّل بطرحه الفكري ومواقفه العملية بديلاً مقنعاً وخياراً نظيفاً معافىً واستطاع أن يفرض كلمته في انتخابات معظم الاتحادات والروابط الطلابية متفوقاً على التنظيمات السياسية العريقة. ومع بداية ثمانينات القرن الماضي كان المؤتمر يسيطر على اتحادات طلاب جامعات الخرطوم و الجزيرة و أم درمان الإسلامية و معهد الكليات التكنولوجية ( جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا حاليا )  مما يعد مؤشراً إيجابياً للتمدد مستقبلاً وسط الجماهير ومن ثم الإسهام الفاعل في الشأن السياسي و تحقيق الأحلام التي عملوا من أجلها،  لأن القوى المستنيرة هي وحدها المؤهلة  لقيادة مجتمعاتها و إيجاد الحلول لمعضلاتها الثقافية و السياسية والاقتصادية .

وبدأ الرهان على المؤتمر في قيادة التغيير في الدولة السودانية، كقوى مؤثرة في الحقل السياسي أثناء سنوات النضال ضد النظام المايوي الديكتاتوري ، ليكون إحدى  القوى المشاركة بشكل فاعل للإطاحة بنظام مايو الديكتاتوري ، بل تحمل أعضاؤه من الطلاب والمنتسبين للنقابات المهنية (بعد تخرجهم) العبء الأكبر في نجاح الإضراب السياسي الذي كان العامل الحاسم في الإطاحة بنظام مايو الديكتاتوري، مما أجبر القوى السياسية على الاعتراف به  كرقم لا يمكن تجاوزه في فضاء الحقل السياسي.

و بعد قيام انتفاضة أبريل 1985م التي أطاحت بنظام جعفر نميري تلاقى الطلاب المستقلون مع الوطنيين الأحرار و على رأسهم الراحل المقيم مولانا عبد المجيد إمام أحد القادة الذين لعبوا دوراً بارزاً في نجاح ثورة أكتوبر 1964م التي أطاحت بنظام الديكتاتور إبراهيم عبود .. هذا التلاقي الرمزي لجيلين أسقطا أعتى الديكتاتوريات لم يكن يخلو من التلاقي المنهجي الذي تطالعونه في الأسس الفكرية للبرنامج السياسي لحزب المؤتمر السوداني .. على كلٍ تلاقى المستقلون و الوطنيون الأحرار و أسسوا معاً حزب المؤتمر الوطني في الأول من يناير 1986م .. هذا الاسم الذي سرقته الجبهة الإسلامية بعد سرقتها للبلد و انقلابها على نظام الحكم الديمقراطي وتأسيسها لاسوا نظام ديكتاتوري عرفته البلاد حتى الآن .

 إن تاريخ حزب المؤتمر السوداني الممتد لأكثر من ثلاثة عقود – منذ انطلاقته وتبرعم بذرته التكوينية والتي تشكلت من روابط ومؤتمرات وحركات المستقلين – كان في مجمله عطاءاً إيجابياً في مسيرة الوطن وتضحيات وصلت حد الاستشهاد ومواقف مشهودة تؤكد أنه من رحم واقعنا وصميم طينتنا وتؤكد جدارة انتمائه لخيارٍ نظيف لم تلوثه أية خيانة لقضية شعبه. 

منذ تأسيسه في 1 يناير 1986 م ظل حزب المؤتمر السوداني يطرح ويناضل من أجل بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي بإنجازها يلج الوطن إلي الاستقلال الحقيقي اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافياً و تتحقق الوحدة الطوعية بين كياناته المختلفة الأعراق و الديانات والثقافات ولانتشال السودان من راهنه الذي يعج بمآسي الجهل والمرض و التخلف و الحروب الأهلية و الكوارث الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الانتقال به  إلي طور الدولة الحديثة القادرة علي إدارة التعدد والتنوع الثقافي و العرقي و الديني في داخلها و المساواة بين مواطنيها علي مستوي الحقوق والواجبات.

إن إيماننا الراسخ بأن السودان الواحد الموحد لا يصنعه إلا أبناؤه و أن نيران الحروب والصراعات التي تتناوش جوانبه لن يخمدها إلا التصدي الشجاع  و الموضوعي لكل مظالم أهله في كل بقاعه بلا إقصاء ولا انتفاء و الاعتراف بالتقصير والإهمال في إيجاد الحلول لها يستوجب إجراء إصلاح جذري شامل وحشد كل طاقات شعبنا لإعادة بناء وطن المستقبل و لا يتأتى هذا الإصلاح إلا بدراسة الواقع و الحقائق الثابتة فيه وهي

 1.   السودان دولة تعدد ثقافي وعرقي وديني وإقليمي

2. ساهمت مؤسسات الدولة السابقة في تكريس التفاوت الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي مما أحدث الفوارق الهائلة. 

3. مآسي الراهن تشير إلي قصور الرؤى الحاكمة والحل يكمن في رؤية جديدة تعترف بالواقع و تستند على حقائقه لتبصر وتذهب باتجاه نظم قواعد جديدة تستأصل الداء وتحمي الجميع.

إنّ حزب المؤتمر السوداني مشروع سياسي و فكري مفتوح يعمل على إنتاج المعرفة العلمية المؤطرة  فهو فاعل في الواقع يتعامل معه بأدوات المعرفة النقدية الحديثة بحثاً عن أزماته و حلول هذه الأزمات. ويؤسس لمشروعية التغيير الاجتماعي من خلال خطابه السياسي و منطلقاته النظرية و الفكرية ومنفتح على التجربة الإنسانية و منجزات الحضارة و العلم البشريين باعتباره شريكاً في الهم الإنساني و متجاوزاً للهزيمة أو الاستلاب أو القهر الفكري و الثقافي. 

ان حزب المؤتمر السوداني هو حزب ديمقراطي يتبني مشروع الثورة السودانية كأساس لعمله السياسي لتغيير المجتمع حتي الوصول إلي وطنٍ جديد يسع الجميع

يتبني الحزب مشروع الثورة السودانية كأساس لعمله السياسي لتغيير المجتمع، والاقتصاد التنموي كنظام يخرج الدولة السودانية من أزمتها الاقتصادية.
وركز الحزب في أدبياته على مفهوم الديمقراطية كسلوك اجتماعي وسياسي عام يتم من خلاله تداول السلطة وقبول الآخر المختلف ثقافياً استنادا إلى مبدأ الديمقراطية التعددية التي تستوعب كل التعدد الثقافي والديني واللغوي الموجود في السودان.
وفي موضوع القومية السودانية، يرى الحزب أن الدولة السودانية عجزت عبر تاريخها عن خلق شعور عام بالانتماء للوطن لكل المكونات الثقافية داخل الحيز الجغرافي المحدد مما أدى إلى نشوء قومية زائفة تقوم على بوتقة الانصهار، ومحاولة تحويل كل السودان لمجموعة متطابقة ثقافياً وهو ما قاد إلى حالات الصراع التي شهدتها الدولة لاحقاً.

إن من أهداف حزب المؤتمر السوداني  الوحدة والتنمية و القومية السودانية والحداثة والتنوير. ومن مبادئه الحرية والديمقراطية والسلام والوحدة والاستقلالية والعلمانية والعدالة الاجتماعية (التي تقترن بمستويات المساواة والتكافؤ ورد الحقوق ودفع المظالم) . ويتبنى الحزب نظام الاقتصاد التعاوني التنموي. ونظام الحكم في اطروحات  حزب المؤتمر السوداني يبنى على نظام جديد للعقد الاجتماعي في دولة يسود فيها حكم القانون العادل الذي يقوم على مبدأ حق المواطنة كحق أصيل لكل السودانيين . ويهتم الحزب بقضايا السلام والتحول الديمقراطي ويرى انها المخرج الحقيقي لازمة البلاد .

    انه بحق حزب السواد الأعظم من السودانيين في طول البلاد وعرضها الذين يكابدون شظف العيش و تثقل كواهلهم الجبايات والإتاوات ويواجهون صعوبة بالغة في الحصول علي خدمات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والمياه النظيفة وغيرها من الخدمات الأساسية التي تخلت الدولة عن مسؤوليتها تجاهها ، وهو حزب يتلاقى فيه أبناء  كل الثقافات السودانية لأنه لا يمارس استعلاء على أحد، حزب يطمح لبناء وطن يسع الجميع .

 

ألأخبار  
  البث الحي  
  مقالات وآراء  
أنشطة
إتصال